وداعـــا
... سعــد الكــويــت |
بقلوب ملؤها الايمان
بقضاء الله وقدره ،
ودعت الكويت ابنا
بارا
من ابنائها ،
وبنفوس يعتصرها الحزن ، تلقى أهل الكويت نبأ وفاة سمو الامير الوالد
الشيخ / سعد
العبدالله السالم الصباح رحمه الله.
هذا الرجل الذي عاش
حب الوطن كل حياته ، فعاش حبه الوطن بعد مماته ،
وعزاءنا
في هذا المصاب هو ان تبقى تضحياته من اجل وطنه واهله وامته صفحات مضيئه
يستنير بها
ابناء الكويت .
رحم الله الفقيد
الكبير واسكنه فسيح جناته ، وألهم أهل الكويت جميها
الصبر
والسلوان .

يعد
حضرة صاحب السمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح علما
من اعلام
نهضة الكويت وتطورها حيث يعود له الفضل في تاسيس جهاز الشرطة على اسس
حديثة ومتطورة
بعد ان احدث تغيرا جذريا في الهياكل والنظم والوسائل والاليات والمنشآت
وفي خطوات
متسارعة فاقت الكثير من الاوضاع الامنية للدول المجاورة وجعل من وزارة
الداخلية في
اول تشكيل وزاري عام 1962 علامة بارزة ساهمت في استقرار ونهضة البلاد
التي اخذت في
التوسع العمراني وشملت الخدمات الامنية كافة المحافظات والمناطق التي
انشئت نتيجة
لذلك فعم الامن والامان وارسلت البعثات الدراسية لتخريج افواج من ضباط
الشرطة تبؤت
مناصب قيادية الى جانب دعم كبار المستشارين والمتخصصين في كافة شئون
الامن وساهموا
في تحديث وتطوير الاجهزة الامنية وارسوا القواعد والنظم التي سارت
عليها خططهم
وبرامجهم وآلياتهم التنفيذية حتى وصلت الى ما وصلت اليه من منظومة
امنية شاملة
ومتعددة الاتجاهات والاهداف
شرفت الاكاديمية باسمه لعظم انجازاته واثرها في
تعزيز امن الكويت .
ولد
سموه 1930 واكتسب من والده المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح
الخبرة والحكمة
التي تميز بها سموه في ادارة شؤون البلاد حتى وصل بها الى الاستقلال
ووضع الدستور
لدولة الكويت التي نالت الاعتراف الدولي بها ككيان مستقل يحظى بكافة
مقومات الدولة
وقد تلقى سمو الامير الوالد تعليمه العام في الكويت وكانت له مساهمات
وانشطة في
الكشافة وغيرها حددت ملامح شخصيته وقدرته على العمل وتحمل الشدائد
والمصاعب وحبه
للعسكرية والانضباط حيث سافر الى انجلترا عام 1951 والتحق بكلية هاندن
العسكرية
وصقلها بدورات متخصصة في شؤون الشرطة والامن العام عاد بعدها في عام
1954 لتولي
المناصب بجهاز الشرطة والامن العام وتدرج فيها، حيث عين نائبا لرئيس
الشرطة عام
1959
ثم عين نائبا لرئيس الشرطة والامن العام بعد دمج الدائرتين في دائرة
واحدة عام
1959
ثم رئيسا لدائرة الشرطة والامن العام في 1961/10/17 وفي اول تشكيل
وزاري في ظل
الدستور عين وزيرا للداخلية في يناير 1962 ثم اسندت لسموه وزارة الدفاع
بالاضافة
لوزارة الداخلية وذلك في 3 يناير 1965 وقد ساهم سموه في تطوير مدرسة
الشرطة ومن
بعدها كلية الشرطة التي افتتحت في عام
1968
.

اصبح رئيسا للوزراء ووليا للعهد منذ 8 فبراير 1978
خلال العدوان العراقي تحرك سموه منذ اللحظه الاولى واصر سموه على
مغادرة
امير الكويت الراحل الشيخ /جابر الاحمد الجابر الصباح رحمه الله ، الي
المملكه
العربيه السعوديه وفي 5/8/1990 التقى سمو الشيخ سعد العبدالله السالم
الصباح خادم
الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في جده حيث تم تبادل وجهات
النظر واسلوب
التحرك إزاء الموقف الناتج من جراء العدوان الغاشم على دولة الكويت
.
والتقى سمو
الرئيس حسني
مبارك في الأسكندريه يوم 8/8/1990 وعقد لقاء آخر بالقاهره يوم 9/8/1990
حيث تم
الاعلان بعدها عن عقد مؤتمر القمه العربيه الطارئ بتاريخ 8/9/1990
وترأس سموه وفد
الكويت بعد لقاء سمو امير الكويت كلمة بلاده أمام المؤتمر ومغادرته
القاهره في
اليوم نفسه
.
ان إصرار سموه ووقوفه الصلب الي جانب الحق الكويتي وعدم المساومه على
اي شبر
من الارض الكويتيه فضلا عن مطالبة سموه بالتعويضات عن اضرار الاحتلال
منذ الشهر
الأول محل الثقه الكامله للشعب الكويتي والتفافه حول قيادته الشرعيه
.
وعانى الراحل من تدهور مستمر في صحته منذ العام 1997 ، ما دفع البرلمان
الكويتي في يناير 2006 الي التصويت بالإجماع على تنحيته عن إمارة
البلاد بسبب تدهور
حالته الصحيه ، وتسمية الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح اميرا للبلاد
. |